حسن الفقيه
جاءت جريمة "الحفرة" برداع بعد أشهر من حفلة الدعاية والغسيل والاستثمار الحوثي في القضية الفلسطينية، وأعادت الحوثية إلى القعر والحضيض الذي تستحقه.
وبينما كان الحوثي يناور في البحر الأحمر ويستجلب ويتحرش بأساطيل الدول الكبرى، كان يقوم بشن إغارات وهجمات خاطفة على أكثر من جبهة هنا وهناك، لجس مدى الجاهزية والاستعداد لدى الطرف الآخر، ومن أين يمكنه البدء والانقضاض ومباشرة الهجوم.
المعطيات على الأرض تقول إن معركة ومواجهة مؤجلة ستقرع طبولها ويعلو دخانها ربما قريبا جدا، لكن ما مدى الجاهزية والاستعداد للتعامل مع هذا التصعيد والتحشيد من قبل القوات والتشكيلات الشرعية على مختلف المحاور؟
وما الخطة لمواجهة هذا التطور، والفصل العسر، وما مدى جاهزية واستعداد مختلف التشكيلات، وأين ستكون أقدام الحلفاء المتعجلة بالخروج وطي ملف التدخل؟
وبنظرة سريعة فإن قوام وتشكيلات قوات المجلس الرئاسي، ليست بالشيء السهل، خصوصا وأن جميعها خاضت حروبا ومعارك ضروس مع الحوثيين لسنوات، وكبحت جماحهم وانتزعت منهم السيطرة على مواقع وساحات مواجهة حاكمة واستراتيجية.
وعليه، فإنه من الصعب جدا أن يخرج الحوثي من هذا الاستثمار الرابح من المناورة البحرية التي تمكن من اللعب والمناورة والاستجابة لها، ليعود إلى مناقشة والأخذ والرد في التفاهمات والمقاربات السابقة التي قفز منها إلى المناورة والحرب، في ظل ما تحققت له من مكاسب، أي أنه حتى لو عاد للمسار التفاوضي عبر الأطر والقنوات المعروفة، فإنه سيفاوض على تسليم واستلام البلد، لا كطرف متمرد ومنزو ومحاصر ومحشور.
ولذا فإن على الطرف الآخر أن يكون مستعدا للمعركة والحرب لكسر هذه الانتفاشة، لأنه بدون كسرها لن يكون ثمة إلا استسلام وتسليم مذل، سيدفع ثمنه باهظا، ولن ينجو منه أحد.
الاستعداد والقتال تحت راية وهدف واحد لشل قدرات هذا الجنون، وتركيع هذا الجموح، هو واجب العقل والمنطق والجغرافيا والتاريخ والتحدي والمصير، وعندما تضع الحرب أوزارها لتذهب كل راية نحو أهدافها، لأنه بوجود هذا السرطان والمشروع الاستيطاني لن يكون هناك شيء، إلا عار ومسبة الدهر، ولعنة اليمنيين منذ اليمني الأول وحتى الأخير.
كل هذه التشكيلات والجيوش المنضوية في إطار المجلس الرئاسي عامل قوة وردع، بل وتحرير وعليها أن تدرك بأن الحوثي لن يقوى عليها مجتمعة، لكنه بإمكانه الانفراد بها جبهة جبهة وتشكيل بعد آخر.
من المهم الانتباه "للغاليغ" جيدا، لأن معركة غزة ستنتهي اليوم أو غدا، لكن اليمن لن تعود إذا أخذها الحوثي على حين غرة، وهو يناور ويصرخ ويغالط: "نحذر من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي، ولدينا بنك أهداف ضد العدوين الأمريكي البريطاني".
ومن لا تربّيه السنوات ومئات الغدرات والفجرات والتجارب والمعارك، فلن يربيه إلا الضياع المبين.
المصدر اونلاين